فصل: وفاة مودود وولاية عمه عبد الرشيد.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مسير الهنود لحصار لهاور وامتناعها وفتح حصون أخرى من بلادهم.

وفي سنة خمس وثلاثين اجتمع ثلاثة من ملوك الهند على لهاور فجمع مقدم العساكر الإسلامية هناك عسكره وبعثهم للدفاع عنها وبعث إلى السلطان مودود وحاصرها الثلاثة ملوك ثم أفرج الآخران وعادا إلى بلادهما وسارت عساكر الإسلام في اتباع أحدهما وهو دوبالي هربابة فانهزم منهم وامتنع بقلعة له هو وعساكره وكانوا خمسة آلاف فارس وسبعين ألف راجل وحاصرهم المسلمون حتى استأمنوا وسلموا ذلك الحصن وجميع الحصون التي من أعمال الملك وغنموا أموالهم وأطلقوا من كان في الحصون من أسرى المسلمين بعد أن أعطوهم خمسة آلاف ثم ساروا إلى ولاية الملك الآخر واسمه باس الري فقاتلوه وهزموه وقتل في المعركة هو وخمسة آلاف من قومه وأسر الباقون وغنم المسلمون ما معهم وأذعن ملوك الهند بعدها بالطاعة وحملوا الأموال وطلبوا الأمان والإقرار على بلادهم فأجيبوا.

.وفاة مودود وولاية عمه عبد الرشيد.

ثم توفي أبو الفتح مودود بن مسعود بن محمود بغزنة لعشر سنين من ولايته في رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وقد كان كاتب فأجابوه وجمع كليجار صاحب أصفهان العساكر وسار في المفازة لنصره فمرض في طريقه ورجع وسار خاقان إلى ترمذ لنصره وطائفة أخرى مما وراء النهر إلى خوارزم وسار مودود من غزنة فعرض له بعد رحيله من غزنة مرض القولنج فعاد إلى غزنة وبعث إلى وزيره أبي الفتح عبد الرزاق بن أحمد المتميدي في العساكر إلى سجستان لانتزاعها من الغز ثم اشتد وجعه فمات ونصب ابنه للأمر خمسة أيام ثم عدل الناس عنه إلى عمه علي بن مسعود وكان مسعود لأول ولايته قبض على عمه عبد الرشيد أخي محمود وحبسه بقلعة بطريق بست فلما قاربها الوزير أبو الفتح وبلغه وفاة مودود نزل عبد الرشيد إلى العسكر فبايعوا له ورجعوا به إلى غزنة فهرب علي بن مسعود واستقر الأمر لعبد الرشيد ولقب سيف الدولة وقيل جمال الدولة واستقام أمر السلجوقية بخراسان واندفعت العوائق عنهم.

.مقتل عبد الرشيد وولاية فرخزاد.

كان لمودود صاحب اسمه طغرل وجعله حاجبا ببابه وكان السلجوقية قد ملكوا سجستان وصارت في قسم بيقو أخي طغرلبك وولى عليها أبا الفضل من قبله فأشار طغرلبك على عبد الرشيد بانتزاعها منهم وألح عليهم في ذلك فبعث إليها طغرل في ألف فارس فحاصر حصن الطاق أربعين يوما وكتب أبو الفضل من سجستان يستنجده وسار طغرل ولما سمع أصوات البوقات والدبادب وأخبر أنه بيقو فتحاجزوا وعلم أنه تورط ولقيهم مستميا فهزمهم وسار إلى هراة واتبعهم طغرل فرسخين وعاد إلى سجستان فملكها وكتب إلى عبد الرشيد بالخبر واستمده لغزو خراسان فأمده بالعساكر ثم حدثته نفسه بالملك فاغذ السير إلى غزنة حتى كان على خمسة فراسخ منها كتب إلى عبد الرشيد باستيجاش العسكر وطلبهم الزيادة في العطاء فشاور أصحابه فكشفوا له وجه المكيدة في ذلك وحذروه من طغرل فصعد إلى قلعة غزنة وتحصن بها وجاء طغرل من الغد فنزل في دار الإمارة وراسل أهل القلعة في عبد الرشيد فأسلموه إليه فقتله واستولى على ملكهم وتزوج ابنة السلطان عبد الرشيد ويحضهم على الأخذ بثأره فأجابوا ودخلوا عليه في مجلسه وقتلوه وجاء ذخير الحاجب لخمسة أيام من مقتله وجمع وجوه القواد وأعيان البلد وبايع ترخاد ابن السلطان مسعود وقام بتدبير دولته وقتل الساعين في إلى غزنة ولقي الغز وهزمهم ودخل غزنة فملكها من أيديهم ثم سار إلى كرمان وسنوران فملكها وكرمان هذه بين غزنة والهند وليست كرمان المعروفة ثم سار غياث الدين إلى نهر السند ليعبر إلى لهاور كرسي خسرو شاه بن بهرام شاه فبادر خسرو شاه ومنعه العبور فرجع وملك ما يليه من جبال الهند وأعمال الأنبار وولى على غزنة أخاه شهاب الدين ورجع إلى فيروزكوه.

.استيلاء الغورية على لهاور ومقتل خسرو شاه وانقراض دولة بني سبكتكين.

ولما ولي شهاب الدين الغوري غزنة أحسن السيرة فيهم وافتتح جبال الهند مم يليه فاستفحل ملكه وتطاول إلى ملك لهاور قاعدة الهند من يد خسرو شاه فسار سنة تسع وسبعين وأربعمائة في عسكر غزنة والغور وعبر إليها وحاصرها وبذل الأمان لخسرو شاه وأنكحه ابنته وسوغه ما يريد من الأقطاع على أن يخرج إليه ويخطب لأخيه فأبى من ذلك وأقام شهاب الدين يحاصره حتى ضاق مخنقه وخذله أهل البلد فبعث القاضي والخطيب يستأمنان له فأمنه ودخل شهاب الدين وبقي خسرو شاه عنده مكرما وبقي شهرين ينتظر المعونة من يد غياث الدين فأنقذ خسرو شاه إليه فارتاب من ذلك وأمنه شهاب الدين وحلف له وبعث به وبأهله وولده مع جيش يحفظونهم فلما وصلوا بلد الغور حبسهم غياث الدين ببعض قلاعه فكان آخر العهد به وانقرضت دولة بني سبكتكين بموته وكان مبدؤها سنة ست وستين وثلاثمائة فتكون مدة الدولة مائتين وثلاث عشرة سنة.